الهَوَس Mania
هو درجة متقدمة من درجات المرض النفسي والعصبي يعقب الإنهيار العصبي والملانخوليا العصبية.
شخصية المهووس:
المهووس شخص طائش وخفيف لا يحترم أحداً ولا يقيم وزنا للأمور ويهزل مع الجميع. يثرثر كثيراً بكلام سخيف خيالي لا يمكن الاخذ به. يمشي مسرعاً دون توقف ودون اتزان، ويحتد مزاجه فيقل حياؤه، ويكون كثير الشرور كما تخف رغبته في النوم ، وتطغى على أفكاره فكرة الإنتحار. وهو كثيراً ما يلوم نفسه ويعنفها. وكثيرا ما يصاب بالهلوسة فيتوهم أنه شخص بالغ الاهمية ويتصرف بعظمة واعتداد بالذات ويتكلم مع الآخرين بطريقة الأمر. ومن الممكن أن يدّعي أنه نابغة في علم الذرّة أو أنه شخصية عسكرية هامة كنابليون أو أنه نبي مضطهد وأن وحياً يجيئه ليبلغه أن عليه رسالة للبشرية عليه أن يقوم بها ليخلصها من الشر المتربص بها .
عوارض الهوس:
والشخص المهووس تنتابه حالات إكتئاب وقنوط ويصبح شديد التشاؤم ، وتفلت منه زمام تصرفاته فيهجم على من حوله ويكسِّر ما يقع عليه نظره ويمزق ستائر الغرفة وملاءات السرير، وفجأة يعود الى هدوئه ومرحه، وقد يعتذر لمن حوله عما بدر منه، ايضاً تنتاب المريض حالات إغماء وتخبط وهذيان ويرغب بشدة في الموت. تتسم طفولة المهووس بالصدمات الانفعالية وتتضارب لديه مشاعر الحب والكراهية لمن تسبب له في هذه الصدمات، كأن يكره والديه، إذ لطالما عاملاه بطريقة مهينة قاسية حطت من قدره ومن إحساسه بقيمة نفسه.
أسباب الهوس:
1. الفشل والاحباط ونقص الكفاية ومحاولةإنكار ذلك عن طريق لعب دور النجاح والكفاءة( دون وجودهما بالطبع ) .
2.وجود مشاكل يهرب منها الفرد خارج نفسه لينسى ويبعد عن القلق.
3. وجود صراع وأفكار داخلية غير سارة في ذهن المريض ، فتكون حالة الهوس شكلاً من أشكال حيل الدفاع كتعويض وكوسيلة نسيان.
علاج الهوس:
والمهووس لا يمكن تركه في حال من الأحوال خارج مستشفى الامراض العصبية والعقلية، إذ لا يمكن معالجته خارج المستشفى. وقد يشفى، ومع ذلك فلا بد أن يصاب بمرض جسدي، إذ أن خلايا القلب سيختل نظامها، وغيره من الأعضاء أيضاً.