ما هي إلا أيام قلائل ويشرق على الدنيا هلال شهر رمضان المباركالذي تهفو إليه النفوس المؤمنة وتتطلع شوقًا لبلوغه
سنستقبل رمضان بعد أيام ليعيد للقلوب صفاءها وللنفوس إشراقها وللضمائر نقاءهابعدما تكدرت بفتن الحياة وتلوثت بالنزوات العابرة والشهوات العارمةفجاء شهر الخير والبركة والرحمةِ والمغفرة ليوقظها من سبات ورقاد دآم طويلاًعام مضى ذهبت لذته وبقيت تبعته نُسيت أفراحه وأتراحه وبقيت حسناته وسيئاتهأمنية غالية كان يتمناها النبي ويسأل المولى عز وجل أن يبلغه إياها إنها نعمة بلوغ شهر رمضانفكما ورد عنه أنه كان يقول :{اللهـم بارك لنا في رجب وشعبان وبلغنــــــــا رمضــــــــان }
فبشرى لنا جميعاً بقدوم الشهر الكريمحيث كان النبي صلى الله عليه وسلم يبشر أصحابه بقدوم رمضان فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يبشر أصحابه يقول
{ قد جاءكم شهر رمضان شهر مبارك كتب الله عليكم صيامه فيه تفتح أبواب الجنان
وتغلق فيه أبواب الجحيم وتُغَلُّ فيه الشياطين فيه ليلة خير من ألف شهر من حُرم خيرها فقد حُرم }
رواه أحمد والنسائي وصححه الألباني
ذلك الشهر الفضيلتتنزل فيه الرحمات وتغفر فيه الذنوب والسيئاتوتفتح فيه أبواب الجنان وتغلق فيه أبواب النيرانوتصفد فيه الشياطينفيه ليله خير من ألف شهر فتضاعف فيه الحسناتولله عتقاء من النار وذلك كل ليلة من رمضانفلنستغل أحبتي جميع أوقاتنا بالتقرب من الله بالإكثار من قراءة القرآن وتذكرولا تنسى الصدقات والتعبد آناء الليل وأطراف النهارقال صلى الله عليه وسلم : { رب صائم ليس له من صيامه إلا الجوع ورب قائم ليس له من قيامة إلا السهر }فالمسلم الصالح يستقبله بتوبة النصوح قال تعالى
{ قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ }
فسارعوا إلى التوبة والعزيمة الصادقة على اغتنام الشهروعمارة أوقاته بالإعمال الصالحة أهمها المحافظة على الصلوات الخمسوالإكثار من النوافل من قيام وصيام وصدقة وتلاوة للقران و تفطير الصائمين والدعاء وغيرها كثير من أبواب الخير