سوال طرحه الشيخ ابو اسحاق فى احدى محاضراته
واجاب جزاه الله خيرا
قال ان الغزاله كثيرة الالتفات
ليس لها هدف محدد
تلتفت يمنه ويسرة
اما الاسد
فلا يلتفت
له هدف محدد
وهو صيد الغزاله
والايقاع بها وافتراسها
فكرس جهده واجمع همه كله فى ان يصل الى غايته ومراده
هذا هو الحال يا اخوانى بالنسبه للمسلم
من المسلمين من يكثر الالتفات ولا هدف له
ولا غايه له
فهذا مثله كمثل الغزاله
تكون فى النهايه فريسه سهله
فترى الانسان يتخبط ها وهناك ولا هدف له
يسير مع التيار تاره وضده اخرى
لا يميز بين ما يوصله وما يهلكه وكما قال
سيدنا على فى الصنف الثالث من الناس
همج رعاع اتباع كل ناعق
يستوقفه الشيطان كثيرا
فيلتفت له
وتستوقفه نفسه اخرى
فيلتفت لها
ويستوقفه هواه
فيلتفت له
ويستوقفه اصدقاء السوء
فيلتفت لهم
الى ما غير ذلك من المعطلات التى تعوق الانسان الى الوصول الى ربه
والمعان من اعنه الله والموفق من وفقه الله
اما المؤمن
الذى يعرف هدفه ويخطط له
لا يهمه اى شىء من ذلك
فهو سائر الى الله فى طريقه
لا يعبا بدعات التعطيل
فقد وضع الهدف فى اخر الطريق وقد صمم لا محالة ان يصل اليه ولو تكلف ذلك
بذل نفسه وماله ودمه
فى سبيل الوصول الى الله تعالى
فهى اشرف غايه واجل غايه
قال الله تعالى (( والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا ))
فلا يزال فى طريقه وهو مقبل على الله مدبر عن الدنيا
ولا يسلم من معوقات الوصول
فاذا تعرض له الشيطان
رجمه ولعنه
واستعاذ بالله منه ولجاء الى الله تبارك وتعالى
وتجرد من حوله الى حول الله وقوته
ثم يتعرض له النفس
فيعرض عن ندائها ويعوضها بالنفس اللوامه
التى تلومه دائما لكى يصل الى مراده
فاذا راى من هواه حظ
صحح قصده ونيته
واذا اقبل عليه اصدقاء السوء
تركهم واستعان بالله وبحث عن صحبة الخير
الذين يتعاون معهم على البر والتقوى
فان فعل الانسان ذلك
فبتوفيق الله وبفضل الله
سيصل الى مراده
فيسعد فى الدارين